رفض عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس تصوير "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وكأنّهما عدوان وهميان للناس، مشيراً إلى أنّه رفض منذ اليوم الأول ما كان يُحكى عن "تسونامي" سيُحدِثه التفاهم بين "التيار" و"القوات" في المناطق المسيحية، انطلاقاً من أنّ "التسونامي" يصمد نصف ساعة فقط لا غير، "وإذا صمد أكثر، فهو يحدث ضرراً، وهذا ليس هدفنا".
وفي حديث لـ"النشرة" على هامش مقال خاص عنالخلافات العونية العونية والعونية القواتية في قضاء بعبدا، أوضح غاريوس أنّ الهدف الأساسي هو المشاركة في العمل البلدي وفي الإنماء مع الجميع، وقال: "منذ البدء صوّرونا وكأنّنا أعداء وهميون للقرى والبلدات اللبنانية وهذا غير صحيح، وقد قلت منذ اليوم الأول أنّ المصلحة أن نتعاون مع الجميع في أيّ مكان نستطيع ذلك، وأن نتنافس متى لم نستطع، بعيداً عن السياسة"، وأضاف: "فكرتنا بالمشاركة في العمل البلدي لا تنطلق من مبدأ سياسي، فنحن في النهاية من هذا الشعب، ولم نأتِ من القمر".
وفيما شدّد غاريوس على أنّ "التيار" لا يخوض المعركة ضدّ العائلات وأهالي البلدات، "وإنما نحن نجرب حظنا مثل غيرنا، ونرفض هذه المقاربة التي أضحت عسكرية الطابع"، لفت إلى النموذج الذي قدّمته الشياح التي فازت بلديتها بالتزكية، حيث اعتبر أنّ الشياح هي البلدة الوحيدة في لبنان التي حصل فيها تعاون من دون أخطاء على الإطلاق، لافتاً إلى أنّه دخل على خط التوافق فيها بهذه الروحية، خصوصاً أنّ للشياح رمزية كبيرة للوحدة بين اللبنانيين، "ولذلك لم نرغب أن يكون هناك معركة بين الإخوة في الشياح". وأضاف: "استطعنا التوصّل إلى اتفاق مع رئيس البلدية إدمون غاريوس ولم يقف أحد ضدّنا، بل على العكس من ذلك، انسحب الأفرقاء الآخرون بالحُسنى وليس بالتهديد لأنّهم وضعوا مصلحة الشياح فوق كلّ اعتبار".
ورداً على سؤال، لفت غاريوس إلى أنّ هناك محاولاتٍ بُذِلت لتعميم نموذج الشياح على البلدات الأخرى، من فرن الشباك إلى الحازمية وبعبدا وكفرشيما وغيرها لكنّها لم تفلح، مشدّداً على أنّ أحداً لا يستطيع أن يمنع الناس من خوض غمار المعركة في حال أرادوا ذلك، "ولذلك قلنا لهم فلتكن حفلة ديمقراطية، ومن ينجح سنهنئه، وهذه لن تكون لا أول ولا آخر انتخابات".
ولم ينكر غاريوس وجود خلافات عونية عونية في بعض مناطق قضاء بعبدا، حيث يترشح بعض المنتسبين لـ"التيار" على لوائح متنافسة، إلا أنّه وضع الأمر في سياق "ظاهرة موجودة في كلّ الأحزاب"، ولفت إلى أنّ الحزب لا يستطيع منعهم من الترشح، شرط أن لا يصل الأمر إلى حدود التحدّي والكلام النافر، حيث يصبح الأمر عندها في يد الهيئة التحكيمية في "التيار"، التي تبقى لها الكلمة الفصل، "وعندها نحن لا نتدخل كنواب".